19 نوفمبر 2025, الأربعاء

“محظورة على نطاق واسع”.. تقرير لـ”The Guardian” يكشف عن قنابل استخدمتها إسرائيل في لبنان

Doc P 1444199 638991749927141612
ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أن “إسرائيل استخدمت القنابل العنقودية المحظورة على نطاق واسع في حربها الأخيرة التي استمرت 13 شهراً في لبنان، وفقاً لما أظهرته صور لبقايا القنابل في جنوب لبنان والتي حصلت عليها الصحيفة. وتبدو الصور، التي فحصها ستة خبراء أسلحة مختلفين، وكأنها تظهر بقايا نوعين مختلفين من القنابل العنقودية الإسرائيلية التي عثر عليها في ثلاثة مواقع مختلفة: جنوب نهر الليطاني في الوديان الحرجية في وادي زبقين، ووادي برغوز، ووادي دير سريان”.
 
 
وبحسب الصحيفة، “هذه الأدلة هي أول مؤشر على استخدام إسرائيل للقنابل العنقودية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن منذ استخدامها في حرب لبنان عام 2006، كما أنها ستكون المرة الأولى التي يُعرف فيها أن إسرائيل استخدمت النوعين الجديدين من القنابل العنقودية التي عُثر عليها: صاروخ باراك إيتان M999 عيار 155 ملم وصاروخ راعام إيتان الموجه عيار 227 ملم”.
 

وأضافت الصحيفة، “القنابل العنقودية هي قنابل معبأة في حاويات تطلق العديد من الذخائر الصغيرة، وهي عبارة عن “قنابل صغيرة”، على مساحة واسعة بحجم عدة ملاعب كرة قدم. إن استخدام القنابل العنقودية محظور على نطاق واسع لأن ما يصل إلى 40% من القنابل الصغيرة لا تنفجر عند الاصطدام، مما يشكل خطراً على المدنيين الذين قد يعثرون عليها لاحقاً ما يؤدي إلى وفاتهم حال انفجارها. وحتى الآن، انضمت 124 دولة إلى اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر استخدامها وإنتاجها ونقلها، إنما إسرائيل ليست طرفًا في الاتفاقية وليست مُلزمة بها”.

وتابعت الصحيفة، “قالت تامار غابلنيك، مديرة تحالف القنابل العنقودية: “نعتقد أن استخدام هذه القنابل يتعارض دائمًا مع واجب الجيش في احترام القانون الإنساني الدولي بسبب طبيعتها العشوائية في وقت الاستخدام وبعده”. وأضافت: “إن تأثيرها الواسع النطاق يعني أنها لا تستطيع التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، كما أن بقايا القنابل العنقودية تقتل وتشوه المدنيين لعقود من الزمن بعد استخدامها”. وفي الواقع، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي أو ينفي استخدامه لهذا النوع من القنابل، لكنه قال إنه “يستخدم الأسلحة القانونية فقط، وفقا للقانون الدولي، مع تخفيف الأذى الذي يلحق بالمدنيين”.”

وبحسب الصحيفة، “للبنان على وجه الخصوص تاريخ مؤلم مع الذخائر العنقودية، فقد أمطرت إسرائيل لبنان بأربعة ملايين قنبلة عنقودية في الأيام الأخيرة من حرب عام 2006، ويُقدر أن مليونًا منها لم ينفجر. كما ولا يزال وجود القنابل العنقودية غير المنفجرة يُفاقم خطورة الحياة في جنوب لبنان، حيث قُتل أكثر من 400 شخص بسبب القنابل الصغيرة غير المنفجرة منذ عام 2006. وفي الواقع، لقد كان العدد الهائل من القنابل العنقودية غير المنفجرة في لبنان أحد العوامل الرئيسية الدافعة لصياغة اتفاقية القنابل العنقودية في عام 2008”.

وتابعت الصحيفة، “رغم عدم انضمامها إلى الاتفاقية، أدان المسؤولون الإسرائيليون استخدام إيران للذخائر العنقودية في إسرائيل خلال حرب حزيران التي استمرت 12 يومًا، وصرح المتحدث العسكري الإسرائيلي، العميد إيفي ديفرين، بعد غارة إيرانية استخدمت فيها قنابل عنقودية في مناطق مأهولة بالسكان جنوب إسرائيل: “يسعى النظام الإرهابي إلى إيذاء المدنيين، بل استخدم أسلحةً واسعة الانتشار لزيادة نطاق الضرر إلى أقصى حد”.

 

وبحسب الصحيفة، “إن القذيفة الأولى التي عُثر عليها، وهي قذيفة مدفعية من طراز M999، تُطلق تسعة ذخائر فرعية تنفجر إلى 1200 شظية تنجستن ، وفقًا لدليل الجيش الأميركي حول هذا السلاح. وقد تم التعرف على صور بقايا الذخيرة الثانية على أنها قنبلة عنقودية من قبل خمسة خبراء أسلحة مختلفين، على الرغم من أن معظمهم لم يتمكنوا من تحديد النموذج الدقيق بسبب عدم وجود مواد مفتوحة المصدر حول هذا الصاروخ على وجه التحديد. وقال جينزين جونز، مدير خدمات أبحاث التسلح، ومحلل أسلحة آخر، إن السلاح كان صاروخًا موجهًا من طراز راعام إيتان عيار 227 ملم، وهو نوع جديد من الذخائر العنقودية طورته شركة إلبيت سيستمز. ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية صاروخ “رعام إيتان” بأنه صاروخ موجه يحمل 64 قنبلة صغيرة، “تنتشر في نطاق واسع وتقتل كل من يكون موجودًا”. ووفقًا لبيان صحفي صادر عن الجيش الإسرائيلي في شباط 2024، كانت القوات الإسرائيلية العاملة على الحدود الشمالية للبلاد مجهزة بصاروخ “رعام إيتان” استعدادًا للقتال مع حزب الله”.

وتابعت الصحيفة، “تعتمد قانونية استخدام الذخائر العنقودية بالنسبة للدول غير الموقّعة على ظروف الهجمات التي استُخدمت فيها، وكذلك نوايا العسكريين المشاركين في استخدامها. ونظراً لانتشارها الواسع، يُمكن استخدام القنابل العنقودية ضد الجنود المنتشرين في مناطق حرجية شاسعة. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن كلا من الذخائر العنقودية التي تم العثور عليها تم تطويرها في السنوات الأخيرة لترك عدد أقل من الذخائر غير المنفجرة، مع مزاعم بأن “معدل الفشل” في قنبلة “رام إيتان” بلغ 0.01%. وقد طورت إسرائيل هذه الذخائر بعد أن أثار استخدامها للقنابل العنقودية في حرب لبنان عام 2006 غضبا في الخارج والداخل، سعيا لإيجاد طريقة لمواصلة استخدام القنابل العنقودية مع تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين إلى أدنى حد”.

وأضافت الصحيفة، “حذّرت غابلنيك وخبراء آخرون في مجال الأسلحة من أن معدلات الفشل التي تُعلن عنها شركات الأسلحة غالبًا ما تكون أعلى بكثير في الميدان. من جانبها، قالت جماعات حقوق الإنسان إنه من المستحيل استخدام القنابل العنقودية بطريقة تقلل من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”. 

المصدر: Lebanon24