14 نوفمبر 2025, الجمعة

عوامل تؤثر على احتمالات الحرب في لبنان والمنطقة

Doc P 1442104 638987134248822450
ازدادت في الأيام الماضية المؤشرات التي توحي بأن المنطقة تقف أمام مرحلة حساسة، مع تصاعد الحديث عن احتمالات الذهاب نحو مواجهة كبيرة قد تتجاوز حدود لبنان لتطال الإقليم بأسره.

هذا التصعيد لا يأتي من فراغ، بل يرتبط بعاملين أساسيين يشكّلان الخلفية الحقيقية لكل ما يجري على الأرض. العامل الأول هو رغبة بعض القوى الإقليمية في الدفع نحو مواجهة مباشرة مع إيران، اعتقادًا منها أن الظروف باتت مهيّأة لتغيير موازين القوى أو لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية قبل أي تسوية محتملة. أما العامل الثاني فيتصل بقدرة إسرائيل على تنفيذ ضربة تُحدث تغييرًا جوهريًا في المشهد،خصوصًا في ما يتعلق بقدرات حزب الله وموقعه في المعادلة اللبنانية والإقليمية.

لكن المشهد يصبح أكثر تعقيدًا عند إدخال العامل الأميركي على الخط. فالولايات المتحدة، التي تدرك كلفة الحرب الشاملة في المنطقة، تبدو حتى الآن مترددة في دعم أي مواجهة واسعة، وخصوصًا تلك التي قد تنزلق إلى صراع مفتوح مع إيران. وفي حال قررت واشنطن فعليًا عدم الذهاب نحو حرب كبيرة، فإن ذلك سينعكس إيجابًا على المنطقة. إذ ستصبح خيارات التفاوض والتسويات أعلى بكثير من خيار الحرب، وسيعود الحديث مجددًا عن ترتيبات أمنية وسياسية قد تسمح بخفض التوتر ومنع الانفجار.

في المقابل، تبقى إسرائيل أمام معضلة أساسية: هل هي قادرة فعلًا على توجيه ضربة حاسمة لحزب الله؟ هذا السؤال يثقل على دوائر القرار الإسرائيلي ويؤثر مباشرة على الحسابات القائمة. فإذا لم تستطع إسرائيل أن تحسم أمرها وتتأكد من قدرتها على إحداث ضرر كبير ومباشر ونهائي بالحزب، فإن ذلك يعني أن الستاتيكو القائم سيستمر، وأن حدود الاشتباك ستبقى ضمن الإيقاع الحالي، أي ضربات موضعية ورسائل متبادلة دون الذهاب إلى حرب واسعة.

هذه المعادلة المفتوحة بين احتمال التصعيد او التسوية تجعل من الحشد العسكري الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية، ومن التهويل الإعلامي الذي يترافق معه، محاولة واضحة للضغط. الهدف ليس فقط رفع سقف التهديد، بل محاولة دفع حزب الله إلى تقديم تنازلات شاملة على الساحة اللبنانية، سواء في الملفات السياسية أو الأمنية أو حتى في موازين القوى الداخلية.

وترى إسرائيل أن الضغط الميداني والإعلامي قد يفتح الباب أمام ترتيبات مرضية لها، بعيدًا عن تكلفة المواجهة الشاملة التي لا تملك ضمانات لنتائجها.

أمام هذه الصورة المعقدة تبقى السيناريوهات مفتوحة ، وتتراوح بين تسوية متدرجة تُبقي الوضع تحت السيطرة، وبين تصعيد مفاجئ قد ينفجر في لحظة خطأ أو حسابات خاطئة. لكن الواضح أن كل الأطراف تدرك أن أي حرب واسعة لن تكون سهلة، وأن المنطقة كلّها ستتحمل ثمنها.

 
المصدر: خاص لبنان24

المصدر: Lebanon24